مالا تعرفه عن قاسم امين

ما لا تعرفه عن قاسم امين

قاسم امين شخصيه شهيره ولا شك ، وكلنا نعلم الكثير عن حياته سواء من خلال وسائل

الاعلام او المسلسلات التى تناولت حياته

. . لذا . . فضلت عدم عرض الموضوع بصورة تقليديه . . بل بصوره مختلفه . .

قاسم امين شاب نشأ في اسره مصريه تركيه . . أي محافظه . . فيه ذكاء غير عادي

حصل على ليسانس الحقوق الفرنسيه من القاهره وهو في سن العشرين . بينما كان

هناك في عصره من يحصل على الشهاده الابتدائيه في سن الخامسه والعشرين ! .

ومن هناك التقطه الذين يبحثون عن الكفاءات النادره والعبقريات الفذه ليصقلوها

ويصقلوا الامه من ورائها . .

التقطوه وابتعثوه الى فرنسا . . لامر يراد .

التقطه مختصون فرنسين ليبعثوا به الى فرنسا، كعادتهم مع كل الكفاءات المصريه . . .

لكي يحسنوا من صوره فرنسا في حس المصرين من جهه . . .

ويسيطروا على تفكير الشباب وجعله فرنسي خالص من جهه اخرى . . .

لاسباب عده ابسطها :

ان تسهل عليهم ثقافه الشعب الفرنسيه ،عوده فرنسا في يوم ما الى احتلال مصر.

فعندما يتعود الشعب ولا يرى ضرر من ان يتبنى السلوك الفرنسي في جميع تفاصيل

حياته ( والذي سيحدث نتيجه للبعثات المتكرره للشباب الصغير الذي سيتربى تربيه

فرنسيه صرفه ثم يعود الى بلده ليدعو الشعب باكمله ليحذوا حذوه ) عندما يتعود الشعب

ذلك تقل بالطبع مقاومته للاحتلال الذي من الممكن –كما يطمح الفرنسين - ان يعود في

أي وقت في ذلك الحين وبالتالي . .

حرصت فرنسا ان تزاحم الثقافه الفرنسيه في مصر الثقافه الانجليزيه وتتنافسان

كلاهما على السيطره والنفوذ في مصر . . .

على كل حال . .

اطلع قاسم قبل ذهابه الى فرنسا على رساله لمستشرق يتهم فيها الاسلام باحتقار المرأه

وسلبه لحقوقها فغلى الدم في عروقه – كما يصف في مذكراته – وقرر ان يرد على

هذا المستشرق ويفند افتراءاته على الاسلام .

ومن هنا بدأت بوادر تبنيه لهذه القضيه . .

من جهه اخرى . . . اثرت رحلته الى فرنسا في ذلك السن الصغير تاثيراً بالغاً في كيانه

كله ، فعاد الى مصر بفكر جديد وعقل جديد ووجهه جديده .

عاد يدعو الى تحرير المرأه وتعليمها على ذات المنهج المتبع في فرنسا و اوروبا . . .

يقول في مذكراته انه التقى هناك بفتاه فرنسيه اصبحت " صديقه " حميمه له . . .

وانه نشأ بينه وبينها علاقه عاطفيه عميقه ، ولكنها " بريئه " . . وانها كانت تصحبه

الى بيوت الاسر الفرنسيه والنوادي والصالونات الفرنسيه فتفتح في وجهه البيوت

والنوادي والصالونات الفرنسيه ويكان فيها موضع ترحيب . .

واصبحت هذه الفتاه هي مصدر الهامه . . .


فبينما هو منكمش على نفسه يشعر بالضآلة امام الحضاره الغربيه ويشعر بالغربه

والوحشه اذا بهذه الفتاه تبرز له فتؤنسه فيشعر بالطمانينه وعدم الخوف . .

لكن هذه الفتاه ايضاً تبادله الاعجاب فيشعر فوق الطمانينه بالسعاده والغبطه . .

ثم تنقله هذه الفتاه من عزلته الى الاختلاط بالفرنسين هناك فيمتلك بالاضافه

للطمانينه و السعاده والغبطه الثقه والانطلاق . . .

ومن هنا قال قاسم امين في نفسه. .

ما عيب هذه العلاقه التي تجمعه بتلك الفتاه ؟

ما عيب التقاليد الفرنسيه اذاً ؟

لماذا لا نكون نحن في مصر هكذا؟

لماذا لا تكون تلك الفتاه (صديقته ) نموذجاً للفتيات في مصر ؟

ومن ثم. . . .

عاد قاسم امين داعياً الى تحرير المرأه على الطريقه الفرنسيه والغربيه بشكل عام . . .

نفس الدعوة التي دعاها رفاعه الطهطاوي من قبل عند عودته من فرنسا . . .

. . . . .

. . ولكن . .

وكما حدث مع رفاعه . . . ثار الناس ضد هذه الدعوة واستقبلوها بالاستنكار . . .

ولم يكن الامر سهلاً فقد أثار كتاب ((تحرير المرأه)) الذي الفه قاسم امين بعد عودته

من فرنسا معارضه عنيفه جعلت قاسم امين ينزوي في بيته خوفاً او

يأساً ويعزم على نفض يده من الموضوع كله . . .

ولكن سعد زغلول شجعه ،وقال له : امض في طريقك و سوف احميك . . .

عندئذ قرر ان يعود ، وان يفصح عن ارائه تماماً دون خوف . . .

وذلك في البعث الجديد ((المرأه الجديده)) وهو كتابه الثاني . . .


كان في كتابه السابق تحرير المرأه يستميل المصرين بذكر التقاليد تارة والدين تارة

وان المجتمع المصري سيظل كما هو دون أي تغير في ثقافته وعاداته

بعد تحرير المرأه . . وان ما يدعو اليه ليس له علاقه بفرنسا وما رآه هناك . . .

وان ما يدعو اليه هو خير صرف لن ينشىء عنه أي ضرر للمصرين او تقاليدهم

لكنه في كتابه الثاني تنازل عن آرآئه هذه . .

بل و اعلن ان المرأه المصريه ينبغي ان تصنع كما صنعت اختها الفرنسيه

لكي تتقدم وتتحرر .

واعترف ان هذا الامر سوف يترتب عليه تغير جذري – بالطبع – في التقاليد والحياه

المصريه ، وان على المصريين تحطيم كل التقاليد التى منعت المجتمع طوال قرون

من الزمن من التقدم والتطور . . كما اعترف انه يريد ان يصل بمصر الى ما وصلت

اليه فرنسا في ذلك الحين

واعترف بوضوح ان ما يدعو اليه قد يتسبب في بعض الاضرار السلبيه في المجتمع

لكن هذا ثمن بخس في مقابل الحريه والانطلاق والرقي المنشود . .

قال في كتابه المرأه الجديده :

(( ولانرى مانعاً من السير في تلك الطريق التى سبقتنا اليها الامم الغربيه لاننا نشاهد

ان الغربيين يظهر تقدمهم في المدنيه يوماً فيوم )) .

(( وبالجمله فأننا لا نهاب ان نقول بوجوب منح نسائنا حقوقهن في حريه الفكر

والعمل بعد تقويه عقولهن بالتربيه،حتى لو كان من المحقق ان يمررن في جميع

الادوار التى قطعتها وتقطعها النساء الغربيات ))

وقال : (( ينبغي علينا ان ناخذ كل ما جاءت به الحضاره الغربيه ، بحيث تكون

تجربتنا مع النهوض بالمجتمع مطابقه تماماً لما حدث في التجربه الغربيه لكي نصل

الى ما وصلت اليه الحضاره الغربيه – أي ان نصل الى ذات النتائج – وعلينا ان نأخذ

كل ما جاء من عند الحضاره الغربيه بخيرها وشرها – ان كان فيها شر – لا سبيل

اخر لنا غير ذلك للنهوض بالمجتمع )) .

وشيئاً فشيئاً ظهر هنا في مجتمعنا رجال ونساء تبنوا القضيه . .

وبدأ النقاش يحتدم حول القضيه . .

واول ما بدأ به النقاش هو حقوق المرأه التي يجب ان تحصل عليها من المجتمع . .

وقالوا انه بعد مناقشه حقوق المرأه والاتفاق عليها سيأتي فيما بعد النقاش حول

واجبات المرأه تجاه المجتمع وعقدت . . عده ندوات . . اليكم ابرز عناوينها : . .

((قضيه عمل المرأه ))

(( مساواه المرأه بالرجل))

(( حريه المرأه في اختيار الزي الذى يناسبها))

(( حق المرأه في اختيار شريك حياتها ))

((حق المراه في ابداء عواطفها ))

(( حق المرأه في ان تهب نفسها لمن تشاء)) ( ! ! ! )

(( حق المراه في ان تخون زوجها اذا خانها )) ( ! ! ! )


وعلى الرغم من ان من تبنوا هذه القضيه وتلك الندوات من الكتاب والمثقفين كانوا

يناقشون قضايا لا علاقه لها بطبيعه المجتمع المصري او المسلم عموماً كآخر ندوتين

ذكرتهما انفاً مثلاً . .

الا ان ردهم ودفاعهم كان : انهم يناقشون هذه القضايا قبل ان تقع في المجتمع

المصري لمعرفه كيفيه مواجهتها عندما تحدث . . وان هذه القضايا تناقش في جميع

دول العالم المتحضر لذا لا يجب ان نتخلف نحن عنهم في ذلك وان نناقشها مثلهم . .

على أي حال . .

تبنت القضيه بعد ذلك عدد من النساء على رأسهن هدى شعراوي . .

وكانت هي زعيمه النهضه النسويه ، واتخذت من بيتها ( صالون ) تقابل فيه

من يشاركونها في حمل اعباء القضيه من الرجال المتفتحين . .

كانت هدى شعراوي بنت محمد باشا سلطان أحد باشاوات ذلك العصر ، ومن

هنا فهي هانم بالوراثه . .

سافرت – كزميلها قاسم امين وغيرهما – الى فرنسا لتتعلم . .

. . سافرت محجبه . . ولكنها عادت بالزي الفرنسي . .

وكان ابوها يستقبلها في ميناء الاسكندريه ومعه مجموعه من الاصدقائه ، فلما

نزلت من الباخره بدون حجاب احمر وججهه خجلاً وغضباًً ، واشاح بوجهه

عنها وانصرف دون ان يحييها . .

لكن هذا لم يجعلها تتنازل او تخضع . . ولم يغير هذا من افكارها التى عادت بها

من فرنسا . .

والتف حولها بعض النسوه . . وبعض الرجال . . من اهل الفن والصحافه والكتابه . .

واخذوا بتحريك القضيه

في الافلام . .

و الصحافه . .

والكتب . .

وكل وسيله من الوسائل . . المقروئه والمسموعه . . والمرئيه فيما بعد . .

واحتدم الصراع بين تلك الفئه من المثقفين وبين المحافظين من الشعب الرافض

للفضيه باكملها

هؤلاء يتهمون الطرف الاخر بالجمود والتخلف و الرجعيه . .

وهؤلاء يتهمون الطرف الاخر بالزندقه وعبوديه الغرب والرغبه في اشاعه الفاحشه

في المجتمع . .

ولكن القصه لم تبلغ زروتها قبل هذا الحدث . .

حدثت مظاهره قامت بها النساء في ميدان قصر النيل ( ميدان الاسماعيليه )

امام ثكنات الجيش الانجليزي سنه 1919

قامت مظاهره النسوة وعلى راسها صفيه زغلول زوجه سعد زغلول وتجمع النسوه

امام ثكنات قصر النيل وهتفن ضد الاحتلال . . ونددن به . . ثم خلعن الحجاب ، والقين

به على الارض ، وسكبن عليه البترول ، واشعلن فيه النار . .

نكايه في الانجليز . . واحتجاجاً على وجود الانجليز والمطالبه بالجلاء

وهكذا . . وتحررت المرأه . .

وبعد ذلك سمي ميدان الاسماعيليه الذي تحررت فيه المرأه ميدان التحرير تخليداً لهذه الذكرى العظيمه .

وليس معروف من كان صاحب هذه الفكره – فكره المظاهره وما حدث فيها -

لكن مجريات الامور تدل على ان سعد زغلول – الصديق الحميم لقاسم امين – كان يبارك تلك الخطوات ويضع

زوجته على راسها ، وقد وعد قاسم امين اكثر من مره ان يقف معه ويحميه . .

وعلى أي حال . . .

فقد اصبح من المشاهد المالوفه في العاصمه اولاً ، ثم المدن الاخرى فيما بعد ان ترى الام محجبه والبنت غير

محجبه . .

ثم . . بالتدريج انحصر الحجاب في الريف فقط . .

ثم بعد ذلك بدات قضيه تعليم المراه . .

ثم عمل المراه . .

ثم قضيه المساواه . . وغيرها من القضايا

ولا تزال قضيه التحرير تقطع اشواط كثيره وطويله للوصول الى مزيد من التقدم والكرامه للمرأه . .

. . لكن . . !

. . . ولكن فقط . . !

على الوصفه الفرنسيـــــــــــــــــــــــــــــــــه اللذيذه . . !



منقـــــــــــــول

شكرا على المعلومات الوافية عن الرجل العظيم قاسم امين
مرسى اوى ليكى وعلى موضوعك الرائع
منتظر مذيدك
تقبلى مرورى

شكرا ليكى شروق
تقبلى مرورى

ثانكس ليك يا طارق بجد نورت التوبيك

ميرسي ليكي يا بنوتة بجد التوبيك نور بوجودك

نورتي التوبيك يا نهلة بجد بجد

اسعدني تواجدك والله